حدث في عام 2200

انا صديق محمود الشهومي
وحبيت أخبركم عن:
قصة قصيرة من الخيال العلمي .

ـ عنوان القصة : حدث في عام ௨௨00

بعد صلاة العصر قررت الذهاب مع الشايب حمود إلى بريطانيا لحضور ندوة علمية يلقيها عالم من كوكب المريخ،عماني الأصل وكان لا بد لنا أن نستعجل في المسير لأن الندوة تبدأ بعد صلاة العصر مباشرة .

قام الشايب حمود باستدعاء مركبته الزمنية باتصال هاتفي، ثم جاءت المركبة وصعدنا على متنها وانطلقنا في الحال. حدثني الشايب حمود خلال الرحلة عن قصة حدثت في عام 2200 فقال الشايب حمود: لقد منّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان بالنعم الكثيرة وسخر له الأرض لبناء حضارته فبدأ الإنسان بالاستكشاف والاكتشاف ثم أوجد الاختراعات العظيمة حتى أرتقا بالحضارة الإنسانية إلى قمم المجد والتحضر، وأضاف قائلا لقد بلغت الحضارة الإنسانية ذروتها حتى أنها في ذلك العام... أي 2200 اختلطت العبقرية بالجنون فأنتجت جيلا من العبقريين المجانين.

واستمر الشايب حمود في حديثه قائلاً : نعم أنه جيلا من المثقفين المتخلفين ومن بقي كان جيلا من العلماء الجهلة... كان كل شيء يجري عكس القوانين، فلا تستطيع أن تميز بين ضابط الشرطة والمجرم، وبين الطبيب والقاضي، وبين المتعلم والجاهل، لقد وصل بهم الحال إلى أن تساوى في كل شي... فكان أغبى الأغبياء منهم يستطيع إجراء عمليات زرع العين في أي مكان حتى فالبيت أو الشارع بمعداته الشخصية المتواضعة فقط .

كانت طفرة علمية عظيمة لكنهم اساؤا استغلالها فانتشر الفساد بينهم وانحلت المبادئ والقيم الإنسانية وأصبح المجرم شرطيا والشرطي مجرما فقد سهلت التكنولوجيا تبادل الشخصيات بالشكل فقط؛ مع البقاء على المضمون عن طريق بعض العمليات الجراحية التي يقومون فيها بالتبديل بين الملامح الخارجية للشخصين المحددين، فيتم التبادل في ملامح الوجه وبعض السمات الأخرى كالجلد والطول والعرض والتي لا تستغرق سوى بضع دقائق فقط.

فترى أن الشرطي أخذ شكل المجرم،والمجرم أخذ شكل الشرطي، فيعاَقب الشرطي بدل المجرم اعتقادا منهم أنه المجرم حقا لأنه في هيئة المجرم ... فانتشر الفساد في الأرض، ناهيك أن هذه العملية كانت أحد أهم العوامل في انتشار الخيانات الزوجية في تلك الفترة .

قامت منظمات حفظ حقوق الإنسان بالاعتراض على مثل هذه العمليات ومنع مزاولتها في المؤسسات الحكومية وعلى الرغم من هذه الإجراءات الصارمة فلم يتغير شي.

فالمنظمات الإجرامية التي كانت منتشرة كمرض السرديز[1]، ساعدت على انتشار وتسهيل إجراء هذه العمليات، ومعظم الناس كانوا يقومون بها بأنفسهم وفي منازلهم لأغراض منافية للأنظمة وقوانين الاتحاد الدولي لمكافحة الجريمة.

تابع الشايب حمود حديثه الممتع وهو يقول : كانت هذه المنظمات الإجرامية مسيطرة على الحياة في كوكب الأرض فقراصنة الفضاء التي كانت تعيق تنقل المسافرين من دولة لأخرى، ومن كوكب لأخر.

أصبحت كل هذه الأشياء مسيطرة بشكل تام على هذه الخطوط الجوية بل أصبحت تأخذ جمارك على جميع المسافرين عبر هذه الخطوط مما أدى إلى انعدام الأمن في كافة بقاع الأرض.

هذه الممارسات وغيرها أطاحت بالنظام العام وبالمؤسسات الحكومية والقانونية وأصبحت دول العالم تحت وطئت الظلم والجبروت مما أجبر معظم سكان الأرض للسفر إلى كواكب أخرى بحثا عن حياة جديدة حياة هادئة وآمنة.

استمرت المنظمات الإجرامية في سيطرتها على كوكب الأرض لقرون عديدة وعاثت فيها الفساد حتى استطاعت المنظمات السلمية التي تشكلت في الكواكب الأخرى من أجل دحر هذا الظلم أن تعود إلى كوكب الأرض بعد أن أحرزوا تقدما على التكنولوجيا التي كانت تنعم بها المنظمات الإجرامية وتمكنوا من السيطرة على كوكب الأرض.
نعم سيطروا على الأرض بعد أن تسللوا و بشكل خفي إلى مراكز الإدارة في المنظمات الإجرامية وسيطروا عليها؛ وبالتالي انحل النظام الفاسد وتشتت قوتهم وعمّ الأمن والسلام كوكب الأرض، وعاد معظم المسافرين إلى الكوكب الأخضر وبقي من بقي في الكواكب الأخرى .

بعد عشر دقائق وصلنا إلى بريطانيا وحضرنا الندوة العلمية للعالم المريخي "عماني الأصل" واستفدنا من الندوة كثير وعدنا بسرعة إلى سلطنة عمان لأن الشايب خلفان هو إمام المسجد ويجب أن يكون حاضراً ليصلي بالناس صلاة المغرب في المسجد، وصلنا بعد خمس دقائق لعدم وجود زحمة سير في الجو، كما كانت مركبة الشايب خلفان "سبورت" وسريعة، وكان هو الأخر سائقًا محترفًا .


[1] ـ مرض السرديز : مرض ناتج من اتحاد فيروس السرطان والإيدز وكان منتشرا في تلك الفترة وهو مرض غير قاتل.


الموضوع منقول..


تحياتي::
علمي طموح